Self-driving cars

يشهد العالم تطورات هائلة في صناعة المركبات وتسهيل التنقل، بفضل إدخال الذكاء الاصطناعي لأتمتة مهام القيادة. وقد نتج عن ذلك ما يُعرف الآن بالمركبات ذاتية القيادة، التي تتميز بقدرتها على استشعار محيطها والتحرك باستقلالية تامة. ومن المتوقع أن تُسهم هذه المركبات في تخفيف الازدحام المروري، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق مستويات عالية من السلامة

أظهرت العديد من الدول مؤخرًا اهتمامًا متزايدًا بالمركبات ذاتية القيادة، مما دفعها إلى السعي لتعزيز جاهزيتها لاعتماد هذه المركبات واستخدامها من خلال وضع سياسات تشريعية لاختبارها واستخدامها، والاستثمار في تطوير بنيتها التحتية، وتخصيص أساليب الاختبار

يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على المركبات ذاتية القيادة، وفوائدها، ومخاطرها، وحالات استخدامها. كما يستعرض جهود أبرز الدول للتحضير لاعتمادها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تطويرها وتطبيقها. كما يقدم التقرير توقعات مستقبلية بشأن انتشار استخدام المركبات ذاتية القيادة، مع تسليط الضوء على أهم العوامل المؤثرة على سرعة انتشارها. يخلص التقرير إلى أن المركبات ذاتية القيادة لا تزال قيد الاختبار والتجربة في عدد من الدول، وأن مستويات استخدامها واستعداد الدول لتبنيها تختلف باختلاف قدراتها وجهودها في السياسات والتشريعات، وكذلك قدراتها في البنية التحتية والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى قبول المستهلك. ووفقًا لمؤشر KPMG لجاهزية المركبات ذاتية القيادة لعام 2020، احتلت سنغافورة المرتبة الأولى، ويعود ذلك بالأساس إلى تميزها في السياسات والتشريعات وجودة الطرق. وجاءت هولندا في المرتبة الأولى، نظرًا لتقدمها في ركيزة البنية التحتية، وخاصة انتشار محطات شحن المركبات الكهربائية. وتلتها النرويج، محققةً أعلى المعدلات في متوسط ​​حصة المركبات الكهربائية. وحلت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الرابعة، نظرًا لتقدمها في دعم التقنيات والابتكار والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وجاءت فنلندا والسويد في المركزين الخامس والسادس على التوالي، لتميزهما في زيادة استخدام المجتمع للتكنولوجيا والاعتماد عليها. وجاءت كوريا الجنوبية في المركز السابع، متقدمةً في تغطية خدمات الجيل الرابع. جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الثامن، متفوقةً في جاهزيتها لتغيير بنيتها التحتية التقنية لاستيعاب المركبات ذاتية القيادة. وجاءت المملكة المتحدة في المركز التاسع، متفوقةً في مجال الأمن السيبراني. أما الدنمارك، فقد جاءت في المركز العاشر، متميّزةً بقربها من مناطق اختبار المركبات ذاتية القيادة من الجمهور

على الرغم من الجهود المكثفة لتطوير المركبات ذاتية القيادة والتحضير لاعتمادها، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات متعددة في الجوانب التشريعية والتقنية والمجتمعية والتخطيطية. تُشكّل هذه التحديات حجر عثرة أمام تقدم تقنيات المركبات ذاتية القيادة، وتمنع الجاهزية الكاملة لاعتمادها واستخدامها على نطاق واسع. في حال شهدت المركبات ذاتية القيادة تطورًا ملحوظًا في إنتاجها، وسُرّعت عمليات اختبارها، واعتمدت سياساتٍ مُحكمة، فمن المتوقع أن تُصبح آمنة وموثوقة بحلول عام 2025، وقد تُطرح تجاريًا في عدد من المناطق بحلول عام 2030. ومن المُرجّح أيضًا أن تُشكّل المركبات ذاتية القيادة نصف المبيعات الجديدة بعد عام 2045، وقد تكون في متناول الجميع بحلول عام 2050

Cipher Code Company
Software Solutions

© Copyright 2030 Cipher Code Company - All Rights Reserved